رؤوس الأموال ذكية!

بحسب تقرير منظمة التجارة والتنمية الدولية (إونكتاد) لعام 2023 عن أكثر الوجهات جاذبية لرؤوس الأموال الاستثمارية من الدول التي تتمتع بالاستقرار الجيوسياسي والحد الأدنى من المخاطر والاضطرابات.

  تبقى الصين والولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي تتمتع بأقوى الاقتصاديات وامتلاكها قواعد صناعية وبنية تحتية قوية وقوى عاملة ماهرة، ومع ذلك تسعى لتحفيز جاذبية الاستثمار الأجنبي، حيث تراجع الاستثمار في أوروبا بنسبة20%وإرتفع بنسبة17%في عموم آسيا.

وبحسب التقرير احتلت الدول التالية المراتب العشرة الأولى (2023):

سنغافورة، المملكة المتحدة، تايوان، الهند، إندونيسيا، إسبانيا، أستراليا، بولندا، الفلبين الولايات المتحدة الأمريكية.

وبالنسبة للدول العربية جاءت الإمارات في المركز 15 تليها عمان 21، البحرين43، السعودية 54…عالميا.

 وحسب وزن العوامل/التحديات المؤثرة على جاذبية الدولة وبيئة الاعمال يأتي:

الأمن والاستقرار بعيد المدى السياسات الاقتصادية، الاطر القانونية.. والفساد، البيروقراطية، نوعية البنية التحتية، الكفاءة التكنولوجية، مهارات القوى العاملة، جودة الحياة والرعاية الصحية.

 رؤوس الأموال ذكية (وليست جبانة) كما يتردد، لإنها تعرف أين وماذا تستثمر وأين تضع اصولها.. في بيئة أمنة وشفافة.

وتجدر الإشارة الى أن العديد من الدول بهدف ترسيخ الثقة(confidence) والتيقن(certainty) بادرت بمنح الجنسية والحوافز للمستثمرين والمطورين، وطرح فرص واعدة.

التجارب الدولية الملهمة تؤكد مبدأ: نفكر عالميا ونتصرف وطنيا.. لإعطاء الاقتصاد وسوق العمل حيوية وتنوع.. بهدف النمو والتنمية.

وبمكاشفة موضوعية، لا توجد في الوطن أية استثمارات اجنبية حقيقية، فيما خلا النشاط في استخراج البترول… ومؤخرا طرح فرص لاستثمار الغاز، والتي لا تشمل التأسيس لقاعدة بتروكيميائية ذات القيمة المضافة الصناعية والتنموية العالية، وفتح أفاق للأجيال في العمل.

وأخيرا، رأس المال ليس جبانا كما يتداول.. بل شجاع ويمتلك رؤية استشرافية و(يستلهم)

 من غريزة الطيور التي لا تبني اعشاشها وتتكاثر، إلا في بيئة آمنة. تطبيقا” في الاستثمار الأجنبي.!

ألاستشاري محمود هادي